كنت اعمى والآن ابصر.... كنت اعمى والآن ابصر....
لم تسجل دائرة الأحوال المدنية تاريخ ميلادي الحقيقي..ولم يخبرني والديه متى ولدت ..لكن رب المجد يسوع المسيح أعطاني تاريخ جديد وحياة جديدة عندما ولدت ولادة جديدة هي الساعة الثالثة صباح يوم 19/8/1994.....وهذا ما صنعه الرب بي ورحمني:-
كانت حياتي مليئة بالحزن واليأس والإحباط والقلق بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية . فقد ولدت في عائلة فلاحيه فقيرة في العراق . أنهيت دراستي الجامعية في كلية الإدارة والاقتصاد بصعوبة شديدة إذ كنت اعمل وادرس وبعدها تزوجت وأصبح لدي ثلاث بنات وولد .
كنت ابحث عن شيء ما ينقذني من حالتي فبحثت عن ذلك في البشر فكونت علاقات مع كثيرين من مختلف الخلفيات ,ولكن لم أجد الراحة لنفسي ,وبعدها بحثت في الكتب فقادتني إلى أفكار وفلسفات كثيرة ضيعتني أكثر فأصبحت ملحدا, فازداد قلقي وإحباطي.. في يوم 19\ 8 \1994 وبعد أن كنت يائس من الحياة والمشاكل تحيطني من كل جانب قادني شيْ ما إلى الإنجيل الذي كان بحوزتي منذ 20 سنة فقراءة كلمات لم تكن كلمات مكتوبة بل كان شخص يحدث أعماقي ويدلني عن ما كنت ابحث عنه ويدعوني تعال إلي يا متعب وإنا أريحك فسألته من أنت فجاب أعماقي بكل وداعة وتواضع (أنا الوديع والمتواضع القلب تعلم مني فتجد راحة لنفسك). (تعالوا إلي يا جميع المتعبين ولثقيلي الأحمال وأنا أريحكم.احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لاني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم. (متى28:11-29
وفعلا شعرت براحة لم اختبرها في حياتي الماضية وحل عليه سلام وفرح غامر كأني وجدت شيْ ضاع مني من سنين.بالحقيقة هو وجدني ,ركعت وبكيت وقررت أن اتبع الوديع والمتواضع القلب يسوع المسيح كل أيام حياتي ... كتبت هذه الكلمات .
بالسكين أبرءُ قلمي.. وبالمسيح اشفي ألمي..في زمن ساد المال على القيمِ...أصارع نفسي ولينزف دمي...لتغسل من خطاياها والسقمِ...أحارب اليأس والندمِ...أعود إليك يا نفسي ويا قيمي..فاض دمعي بإلقاء وارتوى عطشي ..تحررت من قيودي...ومن ماسك العصي ليخضعني للذلِ والألمِ...أين أنتِ يا كتبي.. وأين أنتَ يا قلمي..من صديق يمسح الدمع مني وينقذني من عالم الزيف والشؤمِ..هو المسيح يخلصني.. من الظلام الزاحف في أعماقي..زمن مضى يجري ويجري..وضوء الحب في زمن اليأس..أشرق في نفسي..هو المسيح يشدني بخلاص حطم القيود وحررني....الله.. ما أنقى هذا الصديق..يطهرني ..من خطايا بعثرها الشرير في راسي حتى قدمي....وانتشلني من جسدي الموبوء..وعمده بروحه ليحيا له و به للأبد...
وفي اليوم التالي أخبرت زوجتي إني تعرفت على صديق سوف يغير حياتي . قراءة الإنجيل ويوما فيوم وكلمات الرب يسوع المسيح تشفي نفسي وتنقذني من القلق والكآبة والإحباط...
وبداءت حياتي تتغير من حيث الكلمات والسلوك والتصرف السوي مع عائلتي ومن هم حولي.. وبعد سنة من إيماني بالرب يسوع استطعت أن اخبر زوجتي بعد أن تعامل معها الرب يسوع بطرقه المعجزية من خلال الأحلام. فبعد أن قصت لي الحلم الأخير.إذ رأت شي مفزع كل الناس من حولها مرعوبين بسبب الدمار النازل على الأرض من السماء على شكل كتل نارية تسحق الكثيرين والحمم من تحتهم مثل حمم البراكين وهي مرعوبة تبحث عن النجاة وعن مكان آمن . وفجأة وجدتني في ملجأ وسط هذا الجحيم فمدت لي يدها متوسلة فسحبتها حيث أنا جالس وبعد أن أكملت الحلم أخبرتها بالملجأ الحصين يسوع المسيح المخلص الوحيد من جحيم الهلاك الأبدي فقبلت الأيمان بيسوع وبدائنا نصلي سويا ....
وبعد سنتين قادني الرب إلى كنيسة فيها مؤمنين رائعين علموني الكثير. درست معهم كلمة الله وكذالك أطفالي دخلوا مدراس الأحد يتعلمون حياة الطاعة والإيمان بالمسيح.
لكن الشيطان لم يعجبه ما حصل معنا فحاول مرات كثيرة أن يسرق الفرح والسلام الداخلي من أعماقنا فتعرضنا لمضايقات كثيرة من الأهل والأقرباء قاطعونا ونبذونا وقالوا عنا كلام فظيع وعانى أطفالي في مدارسهم من مضايقات كبيرة حتى إن ابني الصغير كان يبصقون عليه في المدرسة ويقولون (اضربوه هذا مسيحي )..وكذالك بناتي ولكنهم استطاع وان يواصلوا دراستهم بصعوبة شديدة فقد اجتازت أبنتي الكبيرة الدراسة الجامعية وحصلت على بكالوريوس في الهندسة وبعدها حصلت على الماجستير في التعليم المسيحي في كوريا الجنوبية وابنتي الوسطى أنهت الدراسة في الفنون الجميلة لأنها موهوبة بالرسم .. وهنا اذكر حادث تعرضت له ابنتي الوسطى إذ كانت تعمل في التلفزيون العراق تقدم برامج للأطفال في احد الأيام أوصلوها إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون وتركوها هناك وذهبوا ليوصلوا إحدى زميلاتها وفي الطريق تعرضوا لكمين قتلوا جميعهم برصاص الإرهابيين مما اضطرني أن أمنعها من الذهاب بعد ذالك إلى التلفزيون. والصغرى أنهت دراسة أيضا في الفنون الجميلة لأنها موهوبة بالتصميم والديكور وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق وسيطرت الأحزاب الدينية والميليشيات اضطررننا إلي ترك منطقتنا بعدها علمنا أننا مهددين من قبل احدي الميليشيات التي احتلوا دارانا .لكن الرب يسوع المسيح كان منقذاً في كل تلك الظروف الصعبة حيث أمن لي سكن في إحدى المناطق التي لا يعرف فيها احد عنواني أو أي شي عني .
استمرينا بالحضور إلى الكنيسة والتعلم من كلمة الرب وبعدها أصبحت معلم في الكنيسة وكذالك بناتي معلمات في مدارس الأحد والشبيبة وتعمدنا أنا وزوجتي وبناتي وكنا نخدم الرب في الكنيسة وفي خارجها ساعدنا الكثيرين لمعرفة المسيح كرب ومخلص من خلال الخدمات الإنسانية في تقديم المساعدات المادية والنفسية والروحية فكنت اخدم أنا وزوجتي مع منظمات إنسانية لتقديم المساعدات للمحتاجين والمهمشين والأرامل والأيتام وكذالك ابني يعمل معنا وكان الرب يسدد احتياجاتنا المادية بطرقه الرائعة والمعجزية وباركنا كثيرا .
وفي يوم اقتحمت دارنا عصابة مسلحة تدعي أنها استخبارات حكومية ضربونا وهددونا بالسلاح وبالضرب لي ولابني وبعدها طلبوا منا أن نعطيهم كل ما نملك وتحت الضرب والإهانة والتهديد والكلام البذيء اضطررنا أن نعطيهم كل ما نملك من المال وذالك اخذوا من زوجتي المصوغات الذهبية وهددونا بالقتل وسألونا عندما شاهدوني أصلي طالبا المعونة من الرب يسوع المسيح سؤال غريب منذ متى انتم مسيحيين؟ وبعدها أوثقوني أنا وابني واغلقوا علينا كل الأبواب وخرجوا وبعدها جاءت الشرطة والجيش وثبتوا الواقعة دون أن يعملوا لنا شيئا . كانت تلك الحادثة من أكثر مضايقات إبليس لنا أثرت بشكل كبير على نفوسنا وتسرب الخوف إلى أعماقنا لكننا نصلي كي يشفي الرب ما خلفه الشيطان في داخلنا . لكنا بالرغم ذالك وبالرغم كل الظروف متسمرين على أيماننا ولم ولن نتخلى عن رب المجد يسوع المسيح....
يا لفرحتي ولدت ثانيةُ..وكان المخاض عسير..طهر روحي وجسدي..وفي طريق تجددي اصعد واهوي...ففي الطريق أشواك وحسكِ..خشبة عاري لا تفارق عيني..مسامير ملطخة بالدماء..وصرخةٌ اخترقت كل العصور..وسكنت في أعماقي ..قد أكمل..قد أكمل...فتمزق كل الفجور..من هذا القادم إلى قلبي؟ يحمل الآلام عني.. وفي غربتي يعزيني..ومن ضيقي ينجيني...ومن الشرير يحميني..افرحي يا دموع..وهللي يا أحزان..يسوع آت لا محال..افرحي يا جموع..وفتحوا القلوب..للحق المكتوب..الحقيقة عبر العصور تدور...بالمسيح نحيا لا بالشرور......آآآآآآآآآآمين
.....اسرع الفادي لنجدتي فك قيودي حررني.آآآآآآآآآآمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق