الجمعة، أبريل 12، 2013

هل أعطى يسوع وصايا مثالية او غير واقعية؟

هل أعطى يسوع وصايا مثالية او غير واقعية؟
بمعنى آخر هل استطيع ان أعيش بهذه الوصايا؟
انا مسيحي آمنت بالمسيح كيف ينبغي ان اكون؟
"أنتم ملح الأرض. لكن إذا فقد الملح ملوحته، لا يمكن أن نرد له طعمه، وهو لا يصلح لشيء، بل يرمى في الخارج ويدوسه الناس.
المسيحي يعطي طعم لحياته وحياة من حوله. الملح مادة رخيصة لكنها مهمه لأي طعام. عندما لا تعيش وفق وصايا المسيح كأنما فقدت طعم الحياة وستكون مرمي خرجا تدوسك وتستعبدك افكار الناس.
أنتم نور العالم. مدينة مبنية على جبل لا تخفى عن الأنظار. ولا أحد يشعل المصباح ويضعه تحت المكيال! بل يضعه على المنارة فيضيء لكل من في الدار. وبنفس الطريقة، يجب أن يضيء نوركم قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويسبحوا أباكم الذي في السماء.
وانت أيضاً نور في ظلمة هذا العالم. مجرد ان تعيش وفق وصايا المسيح تصبح مصباح يضيء لكل من في الدار. لايمكن ان تخفي نورك تحت اي ضل من ضلال العالم. سيرى العالم المحيط بك أعمالك الحسنة ويعرفون انك مسيحي. الانسان المسيحي المحترم يرى الناس سلوكه النبيل وكرمه وعطاءه وكلامه فيعرفوا انه يتبع سيده يسوع المسيح
السؤال المهم كيف اصبح ملح ونور؟
ببساطة عندما أعيش وفق وصايا المسيح.
لكن وصايا المسيح صعبة ومثالية غير قابلة للتطبيق كما يقول الكثيرين.
لا تظنوا أني جئت لألغي التوراة أو كتب الأنبياء، أنا جئت لا لألغيها بل لأكملها. أقول لكم الحق، ما دامت السماء والأرض موجودتين، فلن يسقط من الكتاب حرف واحد أو نقطة واحدة، بل يتم كل شيء.
ان واحدة من اهم أسباب تجسد الله هي كي يعلمني كيف أعيش وصاياه.
فقد صار إنساناً وجاء ليكمل ويطبق عملياً ما ابداءه مع شعبه القديم ليطبق كإنسان وصايا الله الأخلاقية والأدبية ويعلمها ويعطي درس عملي قائلاً؛
فمن خالف ولو أصغر وصية من هذه الوصايا، وعلم الناس أن يفعلوا مثله، يكون له أحط مكانة في مملكة الله. أما من عمل بها وعلمها، تكون له مكانة عالية في مملكة الله.
نعم أصبحت وصاياه عملية قابلة للتطبيق وواقعية وممكن تعليمها.
بها اتميز واعيش الصلاح والاستقامة ويزيد بري واستقامتي على منهم حولي. تحدي لي عندما أرى شخص غير مسيحي اكثر صلاح مني وعلى هذا يأتي تحذير الرب لي بعدم دخول مملكة الله.
فإني أقول لكم: إن كان صلاحكم لا يزيد عن صلاح الفقهاء والفريسيين، فلن تدخلوا مملكة الله. (بشارة متى 5:13-20 SAB)
يزداد صلاحي عندما أطبق بمعونة الرب لي من أعمال صالحة سبق وعدها لي بوصاياه.
لنأخذ بعض من وصاياه التي ذكرها في موعظته على الجبل ونسأل انفسنا هل نستطيع ان نعيشها هل هي واقعية؟
"سمعتم أنه قيل للناس في قديم الزمان: لا تقتل، ومن قتل يواجه القضاء. أما أنا فأقول لكم: من غضب على أخيه يواجه القضاء. ومن قال لأخيه: يا أحمق، يواجه المجلس الأعلى، ومن قال له: يا تافه، يواجه نار جهنم.
هل من الصعب وعدم الواقعية ان اغضب دون ان أوجه كلام مؤذي لأخي؟
اعتقد ان الكثيرين استطاعوا بالتدريب والنضج العاطفي والوجداني ان يسيطروا عل غضبهم ورد فعلهم دون ان يهينوا من آثار غضبهم. المؤمن الناضج يحتمل أخيه الضعيف.
فإن قدمت هديتك عند منصة القربان، وهناك تذكرت أن أخاك له شيء عليك، فاترك هديتك هناك عند المنصة ، واذهب أولا وصالح أخاك، ثم تعال وقدم هديتك. حاول أن ترضي خصمك بسرعة، حتى وأنت معه في الطريق إلى المحكمة، لئلا يسلمك إلى القاضي، والقاضي يسلمك إلى الشرطي فتوضع في السجن. أقول لك الحق، لن تخرج من هناك حتى تدفع آخر فلس عليك.
هل هذا صعب هل هو مثالي؟
هل الغفران والمصالحة وتجنب المشاكل ومسالمة الناس أمر مستحيل؟
أبداً انا في المسيح استطيع كل شيء لانه يقويني. اختبر عمليا هذا سترى نفسك تغفر وتصالح وتطلب الغفران ممن انت تسيء له بسهوله كبيرة.
"سمعتم أنه قيل: لا تزن. أما أنا فأقول لكم: من نظر إلى امرأة بشهوة فقد زنى بها في قلبه.
قد يبدو هذا الموضوع صعب لدى البعض. ويقول قائل ان كل ما حولي يثير في الشهوات الشارع والتلفزيون والإنترنت ولا يمكن ان أغير العالم. وهذا صحيح لا تملك الإمكانية والقدرة بتغير العالم لكن بمعونة الروح القدس تستطيع ان تغير نظرك. تستطيع ان تدرب حواسك الجسدية بالصوم والصلاة.
"وقيل: من طلق امرأته فيجب أن يعطيها شهادة طلاق. أما أنا فأقول لكم: كل من طلق امرأته وهي لم تزن، يجعلها زانية، ومن يتزوج بمطلقة يزني.
العلة الوحيدة للطلاق هو الزنى فذا طلقتها لغير علة الزنى جعلتها زانية. ومن تزوج بمطلقة لعلة الزنى فقد تزوج بزانية فهو يزني.
اين المثالية والصعوبة بذلك؟
بل العكس انه إصلاح للمجتمعات التي اصبح فيها الطلاق لأبسط واتفهالأسباب.
وسمعتم أيضا أنه قيل للناس في قديم الزمان: لا تتراجع عن وعدك، بل أعط الله ما حلفت به. أما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا أبدا، لا بالسماء لأنها عرش الله، ولا بالأرض لأنها المكان الذي يضع فيه قدميه، ولا بالقدس لأنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك، لأنك لا تقدر أن تجعل حتى شعرة واحدة بيضاء أو سوداء. بل عندما يكون قصدك نعم، تقول نعم، وعندما يكون قصدك لا، تقول لا. وما زاد على هذا فهو من الشرير.
ان تقول الصدق مع قريبك وان لا تحلف وتتكلم بما تقصد دون مؤامرات وازدواجية ،تقول نعم عندما يكون قصدك نعم ولا عندما يكون قصدك لا.
لا تقل الله كريم عندا يكون قصدك الرفض. او تقول نعم وتعطي وعود لاتستطيع ان تفي بها. هل هذا غير واقعي ام هذه قمة في الخلق الذي يسر بها الله والناس.
سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تنتقموا من الذي يسيء إليكم، بل من ضربك على خدك الأيمن، فحول له الآخر. ومن أراد أن يشتكيك ليأخذ قميصك، فاترك له ثوبك أيضا. ومن أراد أن يسخرك لتمشي كيلومترا واحدا، فاذهب معه كيلومترين. أعط من سألك، ولا ترد من أراد أن يقترض منك.
ومن هنا نبداء وصايا المسيح وكأنها صعبة ومثالية.
كيف لي ان لا انتقم من الذي يسيء لي؟
كيف لي ان اعطي خدي الآخر لمن يضربني؟
عندما أرى سيدي كم تألم وكم أسيء اليه. وعندما لا أرى في مراءآتي صورتي بل صورة يسوع وهو يسير في درب الآلام متوجهاً للصليب. سأترك النقمة لمن له النقمة وأسامح من ضربني وأساء لي.
فهو كان يعمل ويعلم.
والصعوبة تأتي من ما اعتدنا عليه من أعراف اجتماعية ومفاهيم التعصب القبلي زرعت في سلوكنا دون ان يكون لنا يد فيها لكن بمعونة الروح القدس نستطيع ان نتغلب عليها ونكسرها.
ونصل الى الوصية التي طالما يذكرها المشككين وغير المؤمنين انها غير واقعية ومن المستحيل تطبيقها عمليا.
أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وادعوا بالخير للذين يضطهدونكم. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماء، لأنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأتقياء والظالمين. فإن كنتم تحبون من يحبكم، فما هو أجركم؟ حتى جباة الضرائب يفعلون هذا! وإن كنتم لا تسلمون إلا على إخوانكم، فهل في هذا شيء غير عادي؟ حتى الذين لا يعرفون الله يفعلون هذا! إذن كونوا كاملين كما أن أباكم السمائي كامل. (بشارة متى 5:21-28, 31-42, 44-48 SAB)
حقاً انها وصايا غير عادية وتبدو صعبة وغير عملية لكن هنا طريقاً وضعه الرب لتكون هذه عملية يقول في سفر الأمثال ؛
إِذَا أَرْضَتِ ٱلرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ، جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضًا يُسَالِمُونَهُ. (أَمْثَالٌ 16:7 AVD) عندما اسلك بوصايا الرب فهذا مرضي ومقبول لديه سوف يجعل أعدائي يسالموني هذا وعد الرب. ان كان لي أعداء من البشر.
وهذه الوصايا هي التي تجعلني امتاز عجباً فأنا واحد من أبناء أبي الذي في السماء الذي احب الجميع وأشرق بنوره لهم وارسل ابنه الوحيد كي لايهلك من يؤمن به .
احب الأشرار والابرار.
احب الناس والأجناس
من شب ومن شاب
ومن اظلم كالفحم ومن أشرق كلماس
كما قال الشاعر الجواهري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق