الخميس، نوفمبر 11، 2010

اذهبي ولا ترجعي إلى الخطيئة


مقابلة يسوع مع المرأة الذي امسكت بذات الفعل:
ثم رجع إلى بيت الله عند الفجر. والتف حوله كل الناس، فجلس وأخذ يعلمهم. وأحضر الفقهاء والفريسيون امرأة ضبطوها وهي تزني، وأوقفوها قدام الجميع وقالوا له: "يا معلم، هذه المرأة ضبطت وهي ترتكب الزنى. وموسى أوصانا في الشريعة أن مثل هذه نقتلها بالرجم، فماذا تقول أنت؟"وضعوا له هذا السؤال كفخ، لكي يجدوا شكوى ضده. أما عيسى فانحنى وكتب بإصبعه على الأرض. ولما استمروا يسألونه، اعتدل في جلسته وقال لهم: "من كان منكم بلا خطيئة، فليكن أول من يرميها بحجر."وانحنى مرة أخرى وكتب على الأرض. فلما سمعوا هذا، انصرفوا الواحد بعد الآخر، ابتداء من الشيوخ. وبقي عيسى وحده والمرأة واقفة مكانها. فاعتدل عيسى في جلسته وقال لها: "يا امرأة أين هم؟ ألم يحكم عليك أحد منهم؟" قالت: لا يا سيد." فقال لها عيسى: "ولا أنا أحكم عليك. اذهبي ولا ترجعي إلى الخطيئة." (John 8:11)
1.كان في زمن المسيح مجتمع يسوده رجال دين متعصبين لهم صورة التقوى وينكرون قوتها .يدعون انهم متمسكين بالشريعة ,لكنهم بالحقيقة يبدون هكذا بدون رحمة وسط هذا المجتمع القاسي مسكت هذه المرأة وفضحت على المليئ واهينت انسانيتها وكان من مسكها بلا قلب وتخيل معي تأثير هذه القسوة وعدم الإحساس على هذه المرأة قد تكون مستسلمه الى درجة الإنهيار وتنتابها خليط من مشاعر الخوف والرهبة والرعب ولا يخطر ببالها ان هؤلاء يمكن ان يرحموها فهي مهانة محتقرة مذلولة مستحقة الموت حسب الشريعة بالرجم....
2.احتياجها الظاهري ان يسرعوا برجمها وموتها باسرع وقت لتتخلص من العار الذي لحقها نتيجة فضح خطيتها...لكنها بالحقيقة محتاجة للرحمة والتوبة وغفران الخطايا هذا هو احتياجها الحقيقي لتعيش كإنسانه...
3.عندما اتخيل مشاعر تلك المرأة اتخيل مشاعري لو كنت انا مكانه مسكت بخطية مخجلة وفضحت مثلها ستنتابني مشاعر صعبة سأكره نفسي واشعر بالمهانة وساكون مرعوبا من من يقاضيني ,اخجل من نفسي , ساشعر بالرفض والذنب والإحتقار...
مشاعر الذين مسكوها سيشعرون بالأفتخارلأنهم يطبقون الشريع..غاضبين حاقدين يفتقدون كل مشاعر انسانية, علاوة على ذلك انهم استخدموا هذا الحادث لينفذوا حقدهم ومكرهم اتجاه المسيح يسوع وافكارهم واضحة خصوصا للرب كلي المعرفة انه يريدوا ن احراجه امام من كان يعلمهم وامام الناس كي لا يتبعه احد لأن ذلك يهدد سلطتهم ومناصبهم..فان لم يوافقهم فأنه يخالف الناموس وان وافقهم فأين رحمته وغفرانه وسيكون ديان مثلهم..لكن المسيح كان في قمة الهدوء والحكمة والرحمة,وأيضا غضب من رياء المتدينين المزيفين ..بحكمته كشف لهم خطياهم كي يتوبوا لكنهم هربوا امام نوره العجيب..
4.دور الله يرشدنا بلطفه كي يقتادنا للتوبة يعرفنا على نعمته الغافرة وكان دوره واضح في هذه القصة اذا كشف للجميع بحكمته كم هم خطاة محتاجين للغفران ...
دورنا الإنساني هو ان نعترف اننا خطاة محتاجين للنعمة لكن فقط المرأة الزانية بقت تتنضر حكم الرب عليها لكنه لم يدنا بل قال لها اذهبي ولا تخطئي..
5.كان يسوع وهو كذلك دائما صاحب المبادرة .بادر بحكمته ليعرف المتدينين بخطاياهم ,لم يدن احد حتى المرأة المتلبسة بالخطية فهو(انه لم يرسل الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم " (يوحنا 17:3).
6.يسوع المشير الأعظم كان له مهارات استخدمها في هذه القصة نتعلم منه.كان يصغي بهدوء عجيب وسط صخب رجال الدين,عرف ماذا يريدون ودوافعهم الخفية..قبل المرأة الزانية وقدر حاجتها ولم يرفضها او يدينها كما فعل الجميع... ما اروع ما فعلة الرب بالمرأة وهو بلا خطية. لم يدنها لم..يشتكي عليها..ارشدها كيف تعيش بلا خطية..لم ينقض الناموس بل حقق ما يهدف اليه..تصرف برحمة لأنه رحيم..تحنن وخاطب المرأة بوداعة..متأني لم يتسرع في اعطاء القرار..تكلم بكلام الحكمة..استطاع بحكمته افشال مقاصد المرائين..كلامه مس ضمائر قساة القلوب وبكتهم ..لم يشهرهم برغم انهم ليس اقل من المرأة خطيئة, فهربوا حفاضا على سمعتهم..انه اله وديع ومتواضع يستحق العبادة 
7. ولآن اضع نفسي مكان يسوع.هل انتظر ولو قليلا قبل ان اتخذ قرار؟هل اطلب من السماء الحكمة في كل موقف صعب؟هل اقرر وفق تقاليد النا س وتحت ضغطهم ام وفق كلمة الله؟هل اتصرف برحمة وحكمة الله ؟هل افكر في الإصلاح ام الأدانة؟هل اغفر للآخرين واساعدهم كي لا يخطئوا ايضا؟.
من الممكن سارتكب اخطاء...سأدين,اصغي لرجال الدين اكثر ما أصغي للزانية,لا اتصرف بحكمة السماء..قد اقدم نصائح لايمكن تطبيقها..
8.الحلول لمثل هذه القضية في مجتمعاتنا المعاصرة لا تختلف كثيرا عما كان في زمن المسيح.. من هذه الحلول ان يفرض على من شاركها خطية الزنى ان يتزوجها.. او تقتل وحتى القانون لا يعتبر تلك جريمة قتل بل غسلا للعار..مجتمعنا لا يرحم  وحتى في الكنيسة تتشوه سمعتها وقد تطردها الكنيسة وتقوم بدور رجال الدين..
صلي معي..الهي يسوع لم ارى حبا اعظم من حبك..انت ارحم الراحمين..عادل تملك الحكمة والنعمة ليس مثلك..عندما وجدتني انا الانسان الخاطئ..غفرت لي..نقيتني..علمتني ..وقلت لي اذهب ولا تخطئ ايضا..اريد ان اكون مثلك ..اشكرك من كل قلبي آمين





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق