الخميس، أكتوبر 25، 2018

ذكريات من بيت الموتى.

ذكريات من بيت الموتى
في أغسطس 19, 2012


ذكريات من بيت الموتى
فقال له يسوع اتبعني انت ودع الموتى يدفنون موتاهم (Matthew 8:22)

عذرا دوستويفسكي استعارتي عنوان روايتك.
في زمن حسبته نفاية ,عشت في بيت الموتى تعيسا كئيبا تحاصرني الأفكار والفلسفات وتقودني من سيء الى اسوء.
في كل مرة كنت اظن اني وجدت الحل لتعاستي فغادرت ما كان عليه ابائي وأجدادي الى الاحاد
فتحررت من فكرة وجود اله متسلط على عقول البشر.
و بحماسة الشباب جلت مبشرا بخلاص زائف
للطبقة العاملة من استغلال رأس المال
بنظام يعطي كل حسب طاقته حاجته.
ويا له من خيال رائع اذ يعيش الجميع في نظام عادل يضمن لهم العيش دون عوز
وفي زمن ظننت انه لا يأتي انهار هذا النظام والغريب أن من ثار على النظام شعوبهم وعرفت يقينا انهم موتي يبحثون عن الحياة
فانهارت في داخلي كل الأفكار بمدينة فاضلة مرة اخرى صرت ضالا ابحث من جديد استهوتني الأفكار العدمية.
كل الاشياء نهايتها العدم تبدأ وتتلاشى شيئا فشيئا.
فصرت اتعس مما كنت عليه.
ولاحظت في رحلتي أمور خارقة لكل منطق عقلي وطبيعي .دفعني للبحث عن شيء ما لا اعرف ما هو
وسط هذا الموت في صباح يوم 19\8\1994 اتعبتني حياة بطعم الموت.
شخص مسك يدي وقادني لكتاب مهمل في مكتبتي اسمه الإنجيل فتحته لأقرأ ولكنني لم اكن اقراء بل كان شخص يكلمني بكلمات قوية فيها سلطان اخترقت اعماقي لتحيني وتبدد زيف افكاري.
فاضطربت  فجاءني صوته الهادي الوديع قائلا:
“تَعَالَوْا إِلَيَّ يا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.
سألته من أنت يا سيدي
اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي ، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.”
‮‮مَتَّى‬ ‭11:28-29‬
فسجدت والدموع تغمرني اتبعك ياسيدى كل ايّام حياتي.
يا لفرحتي ولدت ثانيةُ..
وكان المخاض عسير..
طهر روحي وجسدي..
وفي طريق تجددي اصعد وانزل…
ففي الطريق اشواك وحسكِ..
خشبة عاري لا تفارق عيني..
مسامير ملطخة بالدماء..
وصرخةٌ اخترقت كل العصور..
وسكنت في أعماقي ..
قد أكمل..قد أكمل…
فتمزق كل الفجور..
من هذا القادم إلى قلبي؟
يحمل الآلام عني..
وفي غربتي يعزيني..
ومن ضيقي ينجيني…
ومن الشرير يحميني..
افرحي يا دموع..
وهللي يا أحزان..
يسوع آت لا محال..

افرحي يا جموع..
وفتحوا القلوب..
للحق المكتوب..
الحقيقة عبر العصور تدور…
بالمسيح نحيا لا بالشرور......
آآآآآآآآآآمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق