منذ سنين سافرت برحلة ممتعة جدا وايضاً مضنية متعبة
يرافقني في رحلتي أشخاص كثيرون
بعضهم تركني وذهب واخرين اختاروا طريقا اخر وبَقى معي من بقى
لكن شخص لم يتركني
بدء الرحلة معي تضاهر انه صديق
لكنه يضع العراقيل والمضايقات امامي يستخدم طرق مختلفة لإعاقتي
يستخدم رفقاء دربي ومرة يستخدم الغرباء
مرة يستخدم البرية والعوز
واخري يستخدم الالم وكذلك يستخدم الخداع والراحة والرفاهية ليضلني لكني مستمر لم افكر يوما بطرده من رفقتي
ولَم اعرف لماذا ابقيته طيلة هذه الرحلة
وأخيراً ادركت ان لي السلطان ان أوقف كل مايقوم به وفعلت
غادرني لحين هذا الرفيق المتعب الماكر وشعرت براحة لا توصف تأملت في راحتي بهذا الشخص
ولاحظت ان كل ما قام به كان مفيدا لي جعلني أقوى أفكر بطرق وافكار جديدة كي أواصل الرحلة
كان يدربني دون قصد منه كان يخلصني من زلاتي واخفاقتي الذي يستغلها بخبث شديد
وفجاء ظهر ثانية لكن من بعيد يراقب خطواتي لم يقترب
لكن لم يحيد عن ما يريد مرة يقدم لي إغراءات ومحطات مريحة ومفرحة ويدعوني لأمكث هناك استسلم لبعض هذه الإغراءات لكن ينتابني الملل وصوت عميق في أعماقي ورفقاء الرحلة بحكمتهم وإرشادهم وتشجيعهم انهض من جديد لأواصل
في كل محطة بعض الرفقاء يغادرون فأتألم لكني افرح برفقاء جدد ينضمون للرحلة بعضهم حاملا أمتعة ثقيلة واخرين يحملون أفكار وكتب
ويشاركونا بأفكارهم والبعض الاخر لا يحمل شيئاً
يحيرني اذ لا يعرفون الى اين هم ذاهبون
والمتعب ان بعض رفقاء الدرب يدعون المعرفة وفي اول اعاقة يفشلون بمواصلة الرحلة
أنا ورفقائي استعملنا وسائل عديدة بعضها فاشلة واُخرى ناجحة للتسريع الوصول للمحطة الاخيرة استخدمنا كل الوسائل القديمة والحديثة
بعضنا استمتع بالوسائل القديمة وضل متمسكا بها فتاه عنا وبحثنا عنه ولَم نجده
واخرين غرق بالوسائل الحديثة وصبحت هي كل ما يريد وايضاً فقدناه
في بعض المحطات التقينا باشخاص ضاعوا منا وسط الزحام لكنهم واصلوا المسير بطرق اخرى وتخيلوا معي مدى فرحتنا عندما نلتقي برفيق ضننا انه ضَل اوتاه في متاهات ذاك الشخص المخادع الماكر
لكنهم تعلموا الدرس وواصلوا وكانوا يفيدونا بخبرتهم بما تعلّموه من تلك المتاهات وهذا مايضيف للرحلة متعة وقيمة اذ نتعلم من بَعضُنَا البعض
سرنا في كل انواع الطرق ومررنا في كل انواع المدن والقرى
طرق ملتوية وطرق مستقيمة طرق موحلة وطرق خضراء تحيط بها الزهور وتغرد فيها الطيور
مدن فاسقة فيها مجون ودعارة ولصوص ومدن فيها سلام وامان
قرى ناسهم كرماء بسطاء وقرى قساة أجلاف منزوعة من قلوبهم الرحمة
وفِي كل مدينة وقرية ناس يرجمونا بالحجارة وناس يشجعونا وينضموا لنا ونواصل الرحلة انها ليست سياحية ولا ترفيهية ولا لأجل المال اوالسلطة
انها رحلة تطهير وتنقية للوصول الى مدينة يمتلكها ملك عظيم ومتواضع هو صاحب الدعوة وهو لم يكتفي بدعوتنا بل رافقنا طول الرحلة من خلال أشخاص معنا أو ينضمون إلينا في كل محطة منهم من شجعنا ومنهم من اعطانا حكمة ومعرفة ومنهم من أرشدنا
ولحد الان أنا مستمر برحلتي وعندي يقين اني سأصل يوما ما الى مدينتي والتقي بامليكي وحبيبي وامكث معه الى الأبد
فهل ياترى تريد ان ترافقني؟
انها رحل مدفوعة الثمن والدعوة عامة للجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق