الأحد، ديسمبر 02، 2012
المحبة لا تسقط ابدا
هذه القصة الحقيقية دارت في اسكتلندا ،حيث كان يعيش فلاح فقير يدعى فلمنج ،
كان يعاني من ضيق ذات اليد والفقر المدقع ،
لم يكن يشكو أو يتذمر لكنه كان خائفـًا على ابنه ، فلذة كبده ،
فهو قد استطاع تحمل شظف العيش ولكن ماذا عن ابنه ؟
وهو مازال صغيرًا والحياة ليست لعبة سهلة ، إنها محفوفة بالمخاطر ،
كيف سيعيش في عالم لا يؤمن سوى بقوة المادة ؟
ذات يوم وبينما يتجول فلمنج في أحد المراعي ،
سمع صوت كلب ينبح نباحًا مستمرًا ،
فذهب فلمنج بسرعة ناحية الكلب حيث وجد طفلاً يغوص في بركة من الوحل
وعلى محياه الرقيق ترتسم أعتى علامات الرعب والفزع ،
يصرخ بصوت غير مسموع من هول الرعب.
ولم يفكر فلمنج ، بل قفز بملابسه في بحيرة الوحل ، أمسك بالصبي ، أخرجه ، أنقذ حياته.
وفي اليوم التالي ، جاء رجل تبدو عليه علامات النعمة والثراء
في عربة مزركشة تجرها خيول مطهمة ومعه حارسان ،
اندهش فلمنج من زيارة هذا اللورد الثري له في بيته الحقير ،
هنا أدرك إنه والد الصبي الذي أنقذه فلمنج من الموت.
قال اللورد الثري ( لو ظللت أشكرك طوال حياتي ، فلن أوفي لك حقك ،
أنا مدين لك بحياة ابني ، اطلب ما شئت من أموال أو مجوهرات أو ما يقر عينك )
أجاب فلمنج ( سيدي اللورد ، أنا لم أفعل سوى ما يمليه عليّ ضميري ،
و أي فلاح مثلي كان سيفعل مثلما فعلت ،
فابنك هذا مثل ابني والموقف الذي تعرض له كان من الممكن أن يتعرض له ابني أيضا ).
أجاب اللورد الثري ( حسنـًا ، طالما تعتبر ابني مثل ابنك ،
فأنا سأخذ ابنك وأتولى مصاريف تعليمه حتي يصير رجلاً متعلمًا نافعًا لبلاده وقومه).
لم يصدق فلمنج ، طار من السعادة ، أخيرًا سيتعلم ابنه في مدارس العظماء ،
وبالفعل تخرج فلمنج الصغير من مدرسة سانت ماري للعلوم الطبية ،
وأصبح الصبي الصغير رجلاً متعلمًا بل عالمًا كبيرًا ..
نعم ؛ فذاك الصبي هو نفسه سير ألكسندر فلمنج ( 1881 ــ 1955 )
مكتشف البنسلين penicillin في عام 1929 ،
أول مضاد حيوي عرفته البشرية على الإطلاق ،
ويعود له الفضل بعد الله في القضاء على معظم الأمراض الميكروبية ،
كما حصل ألكسندر فلمنج على جائزة نوبل في عام 1945.
لم تنته تلك القصة الجميلة هكذا بل حينما مرض ابن اللورد الثري بالتهاب رئوي ،
كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته ،
نعم مجموعة من المصادفات الغريبة ،
لكن انتظر المفاجأة الأكبر ،
فذاك الصبي ابن الرجل الثري
( الذي أنقذ فلمنج الأب حياته مرة وأنقذ ألكسندر فلمنج الابن حياته مرة ثانية بفضل البنسلين )
رجل شهير للغاية ،
فالثري يدعى اللورد راندولف تشرشل ، وابنه يدعى ونستون تشرشل ،
أعظم رئيس وزراء بريطاني على مر العصور ،
الرجل العظيم الذي قاد الحرب ضد هتلر النازي أيام الحرب العالمية الثانية ( 1939 ــ 1945 )
ويعود له الفضل بعد الله في انتصار قوات الحلفاء
(انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي )
على قوات المحور ( ألمانيا واليابان ).
هذه الحكاية العجيبة بدأت بفلاح اسكتلندي بسيط فقير أنقذ طفلاً صغيرًا ،
فعلا عمل الخير لا ينتهي أبدًا والمحبة لا تسقط أبدًا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق