في الموعظة على الجبل قال يسوع أمور كثيرة مشجعة وإيجابية مثل التطويبات. لكنه قال كلمات من أكثر النصوص رعباً في العهد الجديد؛
«ليس كُلُّ مَنْ يقولُ لي: يا رَبُّ، يا رَبُّ! يَدخُلُ ملكوتَ السماواتِ. بل الّذي يَفعَلُ إرادَةَ أبي الّذي في السماواتِ. كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلكَ اليومِ: يا رَبُّ، يا رَبُّ! أليس باسمِكَ تنَبّأنا، وباسمِكَ أخرَجنا شَياطينَ، وباسمِكَ صَنَعنا قوّاتٍ كثيرَةً؟ فحينَئذٍ أُصَرِّحُ لهُمْ: إنّي لَمْ أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَنّي يا فاعِلي الإثمِ! (مَتَّى 7؛21-23)
يأخذنا الرب الى يوم الدينونة ويقول كثيرون سيقولون في ذلك اليوم يارب يارب فعلنا أمور كثيرة باسمك بشرنا اخرجنا شياطين تنباءنا وصنعنا معجزات.
لكن يسوع يقول لهم اذهبوا عني ولم يقل لم أعرفكم بل قال لم أعرفكم قط اي لم تكن لكم علاقة معي.
وأوضح السبب هو أنكم فاعلي الإثم وفي بعض الترجمات انتم وثنين.
ان تكرار الاسم له دلالة لغوية في اللغة العبرية وقد تكررت هذه الصيغة خمسة عشر مرة في الكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد.
الله يخاطب إبراهيم عندما قدم إسحاق على المذبح ؛
فَنَادَاهُ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هَأَنَذَا». فَقَالَ: «لَا تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى ٱلْغُلَامِ وَلَا تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لِأَنِّي ٱلْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ ٱللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». (اَلتَّكْوِينُ 22:11, 12
وكذلك موسى عند العليقةالمشتعلة .
فَلَمَّا رَأَى ٱلرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ ٱللهُ مِنْ وَسَطِ ٱلْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!». فَقَالَ: «هَأَنَذَا». (اَلْخُرُوجُ 3:4 ويعقوب عندما كان خائفاً من الذهاب الى مصر ؛ فَكَلَّمَ ٱللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى ٱللَّيْلِ وَقَالَ: «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ!». فَقَالَ: «هَأَنَذَا». فَقَالَ: «أَنَا ٱللهُ، إِلَهُ أَبِيكَ. لَا تَخَفْ مِنَ ٱلنُّزُولِ إِلَى مِصْرَ، لِأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. (اَلتَّكْوِينُ 46:2, 3
وصموئيل عندما كان فتى صغير مكرس للخدمة عند عالي الكاهن سمع صوت
فَجَاءَ ٱلرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعَا كَٱلْمَرَّاتِ ٱلْأُوَلِ: «صَمُوئِيلُ، صَمُوئِيلُ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لِأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». (صَمُوئِيلَ ٱلْأَوَّلُ 3:10 AVD)
وفي العهد الجديد عندما ظهر الرب يسوع لشاول؛
فَسَقَطَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلًا لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟». (أَعْمَالُ ٱلرُّسُلِ 9:4)
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَها: «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لِأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، (لُوقَا 10:41
وَقَالَ ٱلرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا ٱلشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ! (لُوقَا 22:
«يَا أُورُشَلِيمُ، يا أُورُشَلِيمُ! يا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! (مَتَّى 23:37 AVD)المثل الأكثر تأثيراً عندما كان يسوع على الصليب
وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ (مَتَّى 27:46
هذه الصيغة بالغة العبرية تدل على العلاقة الحميمة مع الشخص المنادى. وهنا في اليوم الأخير يأتي البعض ضانين ان لهم علاقة حميمة مع الرب وصنعوا أعمال كثيرة باسمة.
لكنهم لم يكونوا مخلصين لم ينتموا لملكوت الله. أنهم المؤمنين المزيفين الذين يخدعون انفسهم والآخرين بأعمالهم المزيفة.
ونهم لم ينقطعوا عن ارتكاب الإثم.
هؤلاء مسيحين ينتمون للكنيسة لكنهم مزيفين يقول لهم الرب لا أعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الإثم.
انه أمر مرعب لنا جميعاً. عندما ندعي أننا مسيحين ونستخدم اسم الرب ونصرخ يارب يارب اي نستخدم اسمه التمجيدي وقد نخدع نفوسنا والاخرين أننا مؤمنين لكننا مستمرين بفعل الخطية.
سنطرد من أمام يسوع ومن ملكوته.
والسؤال المهم هنا عندما اعلن أني مسيحي كيف اعرف أنني ليس من هؤلاء ؟
كيف اعرف أنني في النعمة وإيماني ليس مزيف.
لكن بالحقيقة كم عدد الأشخاص الذين قرروا حقيقتاً اتباع المسيح بالتوبة والتوقف عن عمل الإثم،وعمل مشيئة الله.والنصوص الكتابية توضح هذه المشكلة.
وفيما هو يُكلِّمُ الجُموعَ إذا أُمُّهُ وإخوَتُهُ قد وقَفوا خارِجًا طالِبينَ أنْ يُكلِّموهُ. فقالَ لهُ واحِدٌ: «هوذا أُمُّكَ وإخوَتُكَ واقِفونَ خارِجًا طالِبينَ أنْ يُكلِّموكَ». فأجابَ وقالَ للقائلِ لهُ: «مَنْ هي أُمّي ومَنْ هُم إخوَتي؟». ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحوَ تلاميذِهِ وقالَ: «ها أُمّي وإخوَتي. لأنَّ مَنْ يَصنَعُ مَشيئَةَ أبي الّذي في السماواتِ هو أخي وأُختي وأُمّي». (مَتَّى 12:46-50 واضح جداً ان الذي لديه علاقة حميمة معي هو الذي يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات.
كثير من الوعاظ والخدمات في نهاية كل خدمة يدعون الناس لاتباع يسوع ويتقدم للإمام الآلاف وربما الملايين يقررون اتباع المسيح ويصلون الصلاةالخلاصية(السحرية).
في متى١٣؛
في ذلكَ اليومِ خرجَ يَسوعُ مِنَ البَيتِ وجَلَسَ عِندَ البحرِ، فاجتَمَعَ إليهِ جُموعٌ كثيرَةٌ، حتَّى إنَّهُ دَخَلَ السَّفينَةَ وجَلَسَ. والجَمعُ كُلُّهُ وقَفَ علَى الشّاطِئ. فكلَّمَهُمْ كثيرًا بأمثالٍ قائلًا: «هوذا الزّارِعُ قد خرجَ ليَزرَعَ، وفيما هو يَزرَعُ سقَطَ بَعضٌ علَى الطريقِ، فجاءَتِ الطُّيورُ وأكلَتهُ. وسقَطَ آخَرُ علَى الأماكِنِ المُحجِرَةِ، حَيثُ لَمْ تكُنْ لهُ تُربَةٌ كثيرَةٌ، فنَبَتَ حالًا إذ لَمْ يَكُنْ لهُ عُمقُ أرضٍ. ولكن لَمّا أشرَقَتِ الشَّمسُ احتَرَقَ، وإذ لَمْ يَكُنْ لهُ أصلٌ جَفَّ. وسقَطَ آخَرُ علَى الشَّوْكِ، فطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ. وسقَطَ آخَرُ علَى الأرضِ الجَيِّدَةِ فأعطَى ثَمَرًا، بَعضٌ مِئَةً وآخَرُ سِتّينَ وآخَرُ ثلاثينَ. مَنْ لهُ أُذُنانِ للسَّمعِ، فليَسمَعْ».
يسوع يفسر للتلاميذ ولنا المثل؛
«فاسمَعوا أنتُمْ مَثَلَ الزّارِعِ: كُلُّ مَنْ يَسمَعُ كلِمَةَ الملكوتِ ولا يَفهَمُ، فيأتي الشِّرّيرُ ويَخطَفُ ما قد زُرِعَ في قَلبِهِ. هذا هو المَزروعُ علَى الطريقِ.
هؤلاء هم المجموعة الأولى يسمعون كلمة الملكوت لكنهم لا يفهمونها ولا تثبت في قلوبهم .
بسهولة يأتي الشرير ويخطف ماقد زرع.
والمَزروعُ علَى الأماكِنِ المُحجِرَةِ هو الّذي يَسمَعُ الكلِمَةَ، وحالًا يَقبَلُها بفَرَحٍ، ولكن ليس لهُ أصلٌ في ذاتِهِ، بل هو إلَى حينٍ. فإذا حَدَثَ ضيقٌ أو اضطِهادٌ مِنْ أجلِ الكلِمَةِ فحالًا يَعثُرُ.
وهؤلاء نراهم في الخدمات الكرازية يقبلون الكلمة بفرح اي فقط تأثير على المشاعره ولا تنغرس في ذواتهم.
اي اضطهاد أو ضيق تراه ينكر المسيح أو على الأقل يتعثر بإيمانه.
وهذا نراه كثيراً في الكنائس والمؤتمرات والخدمات المختلفة كثيرون تعجبهم كلمة الله ويفرحون بها وحالما يخرجون ويجابهون اي ضيق يرجعون الى طرقهم الردية.
والمَزروعُ بَينَ الشَّوْكِ هو الّذي يَسمَعُ الكلِمَةَ، وهَمُّ هذا العالَمِ وغُرورُ الغِنَى يَخنُقانِ الكلِمَةَ فيَصيرُ بلا ثَمَرٍ.
هؤلاء يسمعون الكلمة لكن شهوة الجسد وشهرة العيون وتعظم المعيشة الذي هو كل ما في العالم يخنق الكلمة فيصيرون بلا ثمر.
وأمّا المَزروعُ علَى الأرضِ الجَيِّدَةِ فهو الّذي يَسمَعُ الكلِمَةَ ويَفهَمُ. وهو الّذي يأتي بثَمَرٍ، فيَصنَعُ بَعضٌ مِئَةً وآخَرُ سِتّينَ وآخَرُ ثلاثينَ».
ليس سماع الكلمة يخلصك ولا إعلان إيمانك بالمسيح ولا حتى معموديتك.
الذي يخلصك ويجعل منك مسيحي حقيقي هو ان تسمع وتفهم الكلمة وتأتي بثمر.
الأرض الجيدة هي النفوس التي تنغرس فيها كلمة الله بالروح القدس وتثمر مئة وستين وثلاثين.
وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صلاحٌ، إيمانٌ، وداعَةٌ، تعَفُّفٌ. ضِدَّ أمثالِ هذِهِ ليس ناموسٌ. (غَلاطيَّةَ 5;22)
إذن انت تستطيع ان تعرف انك داخل النعمة وانت مخلص ومسيحي حقيقي إذ ظهر في حياتك ثمر الروح القدس.
قد تقرر اليوم اتباع المسيح لكن دون:
الرجوع عن الطرق الآثمة بالتوبة.
وفهم كلمة الله.
وعمل مشيئته.
والإثمار.
فقرارك وإعلان مسيحيتك ليس له معنى.
وستسمعون الرب يقول لكم في يوم الدينونة:
إنّي لَمْ أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَنّي يا فاعِلي الإثمِ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق